استبعد جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز السياسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن، عودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران في هذه المرحلة، حتى وإن جرت لقاءات مباشرة بين مسؤولين من البلدين، وذلك في ظل التصورات المستقرة لدى كل طرف تجاه الآخر.

وأوضح -في حديثه لحلقة (2023/6/8) من برنامج “من واشنطن”- أن المساعي الأميركية للعودة إلى الاتفاق النووي، ومن قبلها التوصل إليه من قبل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ليس إلا محاولة للوصول إلى مرحلة تتيح التعامل مع الجانب الإيراني، والسير في طريق إيجابي لإدارة علاقة البلدين.

وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، قد ذكرت بأن مبعوث أميركا لإيران روبرت مالي، التقى مندوب طهران بالأمم المتحدة أمير سيد إيرافاني، عدة مرات مؤخرا، لافتة إلى أن هذا اللقاء يعدّ أول لقاء مباشر بين الولايات المتحدة ومسؤولين إيرانيين منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي.

وأشار ألترمان في حديثه لبرنامج من واشنطن إلى أن المخضرمين في إدارة أوباما والذين يوجد منهم الآن في إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، يرون أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، أفقدهم مسارا كانوا يستهدفون منه السيطرة على نشاطات إيران المقلقة.

وأرجع استبعاده إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى ما هو مستقر في العقلية الإيرانية تجاه الولايات المتحدة، من اعتبارها عدوا يستهدف تدميرها بشكل كامل، وهو ما يجعل الأمر مختلفا في تقديره عن علاقة إيران بالسعودية، فرغم الأزمات بينهما، فإنهما جارتان بينهما أمور مشتركة.

ولفت كذلك إلى أن لدى طهران أزمة، إذ تعتقد أن ضعف إمكاناتها أمام واشنطن، يدفعها لإساءة السلوك؛ في محاولة لعدم الظهور بموقف ضعيف، وهو ما يقطع الطريق أمام عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، مضيفا في هذا السياق أن “الجانبين يتصرفان بطرق تؤثر على قدرة الطرف الآخر لتنفيذ ما يرغب فيه”.

خيار الحرب

وحول ما إذا كانت الحرب خيارا في ظل استمرار توتر علاقات البلدين، استبعد ألترمان ذلك، حيث لا يرغب أي من الجانبين الدخول في هذه الحرب، خشية مما يمكن أن تؤدي إليه، مؤكدا أن أغلب الشعب الأميركي وساسته ليسوا متحمسين للدخول في أي حرب.

ويشير السفير اللبناني السابق في تشيلي وكندا وبولندا مسعود معلوف، إلى أن النظام الإيراني منذ تأسسه قبل نحو 44 عاما، يُلقّن جماهيره المواقف العدائية للولايات المتحدة، باعتبار أن الأخيرة تعمل على تدمير إيران ولا تريد لها أن تعيش حياة طبيعية، ومن ثم فعودة العلاقات الدبلوماسية أمر مستبعد.

لكنه أشار كذلك في حديثه لبرنامج “من واشنطن” إلى أن الإدارات المتتابعة في الولايات المتحدة، كان لها مواقف سلبية تجاه طهران، وامتد الأمر إلى المحافل الدولية، وكان آخرها اجتماع قمة الدول السبع الكبار، حيث حرصت واشنطن على أن يتضمن البيان الأخير انتقادا لإيران.

واستبعد أن يحصل أي تقدم في العلاقات بين الجانبين في ظل النظام الإيراني الحالي، لما اتخذه من مواقف بعيدة جدا تجاه واشنطن، وافتقاده الرغبة في العودة للاتفاق النووي، في ظل وضعه شروطا تعجيزية لهذه العودة.

وحول ما يتردد من اعتراف ترامب باحتفاظه بوثيقة سرية تتحدث عن خطة عمل عسكري ضد إيران تشمل الغزو، لم يستغرب معلوف وجود هذه الخطة، مبررا ذلك بأنه من الطبيعي أن تقوم الأجهزة العسكرية بإعداد دراسات مختلفة للتعامل مع أي دولة تتخذ موقفا عدائيا تجاهها، ومن ذلك دراسة الخيار العسكري.

شاركها.
Exit mobile version